رسالة مفتوحة من ناشطي القوميات الايرانية للكونغرس الأميركي حول سياسة القسم لفارسي لمحطة صوت أميركا

وجه عدد من الشخصيات واالناشطين وممثلي المنظمات التابعة للشعوب غيرالفارسية في إيران رسالة مفتوحة إلى الكونغرس الأميركي فيما يتعلق بسياسة القسم الفارسي لمحطة صوت أميركا VOA حول تعامل القناة المزدوج بما يتناقض مع سياسات الولايات المتحدة تجاه شعوب إيران وفيما يلي ترجمة نص الرسالة الأصلية التي كتبت بالانجليزية.

February 12, 2015

 السادة الأعضاء في الكونغرس الأمريكي

نحن الموقعون أدناه نمثل مختلف شرائح الشعوب في إيران وبالأخص القوميات غير الفارسية المضطهدة وغير الممثلة. و نحن نمثل جزءا من المعارضة المدنية و الديمقراطية والعلمانية الإيرانية في الخارج و تحديدا في الولايات المتحدة.

إن محطة صوت أمريكا التي تعتبر منبرا اعلاميا في الولايات المتحدة و التي يشرف عليها مشبكة الاعلام الأميركية (BBG) وإن مهمتها الإعلام و المشاركة و تواصل الشعوب لدعم الحرية و الديمقراطية في العالم وتسعى جاهدة لبث “المصالح بعيدة المدى للولايات المتحدة” من خلال التواصل المباشر مع شعوب العالم. و تسعى القناة إلى لفت الانتباه واستقطاب المستمعين و المتابعين للأخبار و لتكون أحدى وسائل الإعلام الديمقراطي الحر والدبلوماسية العامة في الولايات المتحدة كما ورد في ميثاق القناة.

 ويعتبر القسم الفارسي لقناة صوت اميركا فرعا من هذه المحطة التي هي بمثابة منبر اعلامي لجميع الإيرانيين. و نظرا لعدم تكمن الايرانيين للحصول على الاخبار الصحيحة من ااعلام النظام الإيراني فإن قناة صوت امريكا الناطقة بلفارسية بطبيعة الحال بامكانها أن تكون الوسيلة الفعالة لنشر الاخبار الموثقة لجميع المواطنين في ايران. غير أنه للأسف، إن وجودأكثر من 200 موظف وعشرات الملايين من الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، فإننا نرى بأن القناة بعيدة كل البعد عن أهداف صوت اميركا و شبكة الاعلام الأميركي.

يجب أن نطلع على تركيبة المجتمع للبلد المستهدف أي ايران , وكما تعلمون جيدا، فإن إيران ليست دولة متجانسة وعلى الرغم من أن اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية في البلاد الا أن الكثير من شعبها لايتحدثون هذه اللغة. وفي ظل غياب أية إحصائيات للقوميات من قبل النظام في ايران فإن العديد من الابحاث تشير إلى أن الناطقين باللغة الفارسية في إيران لا يقل عن نصف عدد سكان البلاد، حيث يشكل الأتراك والأكراد والبلوش والعرب والتركمان و اللورو بختياري و القشقايين يشكلون الغالبية لسكان ايران.

وبغض النظر عن كيفية التعامل اللا ديموقراطي للنظاميين السابق و الحالي في ايران مع شعوب غير الفارسية فمن مصلحة الولايات المتحدة الاهتمام او الاعتراف بالتركيبة السكانية المتنوعة في ايران و بالتحديد من قبل محطة صوت اميركا لبث الأخبار والسياسات العامة للولايات المتحدة لجميع الشعوب في ايران و ليس فقط لفئة معينة من هذه التركيبة أي الفرس. وللأسف فأن هيئة التحرير في القناة تركز بالدرجة الاولى على المتحدثين بالفارسية و إن محتوى المواد والاخبار غير شاملة و غير دقيقة وغير واقعية. لأن سياسة القناة مبنية على سياسة القومية الواحدة المتطرفة والخطاب الشوفيني والعنصري الذي يستبعد الغالبية العظمى لسكان البلاد. ولذا فإن القناة فشلت في جلب الانتباه و الأحترام لمستمعيها، المر الذي تؤكد عليه في منهاجها، وإن القناة يجب ان تعمل على أساس احترام التنوع العرقي في ايران كما تحترم الولايات المتحدة التنوع و حقوق الانسان.

 إن القناة تستضيف القوميين الفرس و مسؤولي النظام السابق الذين يحملون توجهات معادية للولايات المتحدة وبأغلبية ساحقة تتجاهل أو تنكر وجود قوميات غير فارسية في إيران. يجب أن تسعى القناة لتكون منبرا للقوميات المضطهدة وليس أداة دعاية بيد العنصريين الفرس ولوبيات النظام الثيوقراطي الحاكم في إيران . وفي مناسبات نادرة عندما يتم دعوة ممثلين عن الشعوب غير الفارسية فإنهم يتعرضون للأستفزاز بشكل مباشر أو غير مباشر (على الهواء) وتطلق القناة على شعوبهم مصطلح “أقوام” (الذي يعتبر باللغة الفارسية تحقيرا وكناية عن الشعوب البدائية وذلك عند لإشارة الى القوميات غيرالفارسية في ايران) ويتم تفتيش عقائدهم اذا ماكنت لديهم افكارا انفصالية، أوإذا ما كانوا يدعون إلى تغيير النظام في إيران أم لا؟ إن أولئك الذين يتجرأون على وصف أنفسهم بأنهم من أبناء الشعوب (القوميات) المضطهدة أو ايرانيين ينتمون الى عرقيات أخرى فهم ليس مرحبا بهم في القناة.

إن وجود سياسة تمييزية في هذه القناة الممولة امريكيا يثير قلقا بشكل لايصدق! لا يمكن للمرء أن يبرر استمرار بثهذه القناة بهذه السياسة الا اذا ما افترضنا عدم وجود رقابة واشراف لا من مدير القناة و لا من شبكة الاعلام الاميركية على المواد التى تبث من هذه القناة! ان هذه الممارسات ليست فقط انتهاكا لمواثيق القناة ولكن ايضا تعتبر انتهاكا للدستور الاميركي.

 لقد طرحنا هذه المشاكل والهواجس عدة مرات خلال لقائات مع مدير القناة السيد ديفيد انسور, وكذلك موظفي القناة الناطقة بالفارسية . إن سوء الفهم أو عدم وجود المعرفة عن التركيبة الاثنية لايران أدت الى حيرة او تخبط السياسة الخارجية الأمريكية و كيفية تعاملها مع إيران و عدم ترسيم خطة لحماية المصالح المشتركة بعيدة المدى بين البلدين. و نتيجة لذلك هناك القليل من صناع القرار الأمريكي يعرفون التركيبة العرقية والاجتماعية والسياسية في داخل ايران. ولعبت اللوبيات الموالية للنظام في واشنطن دورا مؤثرا في خلق هذا التصور الخاطئ. وللأسف فإن النظام الإيراني و من خلال عملائه لعب دورا كبيرا في الهيئة التحريرية والتعيينات في قناة صوت اميركا الفارسية. غننا نؤيد ونستند على التقارير العديدة التي اعدها السيد هيل ديل, العضو البارز في الدبلوماسية العامة لمؤسسة Heritage Foundation (التراث) و كذلك السيد آدم كريدو من مؤسسة Washington Free Beacon (واشنطن فرى بيكن) وتقارير العديد من الصحفيين التي كشفت عن وجود عناصر موالية للنظام الايراني تعمل في القناة لحساب النظام وترسل معلومات في غاية الحساسية لأجهزة الأمن الإيراني. إن بعض العناصر المهمة في القناة هم من الموظفين السابقين في الحكومة الايرانية و مقربين من جماعات و لوبيات ايرانية وموظفين سابقين في وكالات أنباء تابعة أو مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني سئ الصيت الموضوع على قائمة الارهاب في الولايات المتحدة. وهذا ما يشكل خطرا على استمرارية القناة على ما هي عليه.

 وعلى الرغم من أن العديد من الشكاوى حول الشبكة التي تقدمت بها المعارضة الإيرانية المختلفة ونشطاء القوميات غير الفارسية، الا ان عمل القناة مازال ملئ بالمشاكل التي تمنع بأن تكون وسيلة فعالة للدبلوماسية الامريكية العامة. وقد تم التطرق الى هذه المشاكل خلال التقرير الأخير لمكتب المفتش العام بوزارة الخارجيةعام 2009 ومن ثم تعليمات الرئيس أوباما للتحقيق في عدم فاعلية القناة عام 2010 و البحث عن المشاكل التي تمنع أداء القناة بشكل مؤثر، إلا ان هذه المشاكل ازدادت سوءا.

 قلما تنشر القناة تقارير المقرر الأممي الخاص بملف حقوق الإنسان في إيران ملفات و تقارير عديدة بشأن انتهاكات والعنف ضد الشعوب غير الفارسية و ايضا منظمة العفو الدولية وهيومن واتش والتقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية و منظمات أخرى إلأ أن قناة صوت امريكا الناطقة بلفارسية ترفض القناة بث وثائق او أخبار بخصوص انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الشعوب غير الفارسية.

وبحسب منظمة العفو الدولية فأن هذه الشعوب تتعرض لممارسات عنصرية و تمييز , كما أبدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن مخاوفها لتزايد التمييز و انتهاكات لحقوق الإنسان التي تمارس ضد الاقليات العرقية الدينية . و مع الأسف الشديد تتعامل هذه القناة مثلما تعمل القنوات التابعة للنظام أو القنوات الفارسية الأخرى تجاه تغطيتها الاعلامية لقضايا الشعوب غير الفارسية و ما يتعرضون له . وهناك العديد من التقارير فيما يتعلق بالسجناء والاعدامات و المختفين لمئات من النشطاء العرب والأتراك والأكراد والبلوش والتركمان واللور في عهد الرئيس الحالي حسن روحاني وخلال العام الماضي، غير أن القليل من هذه التقارير نشرت من على قناة صوت امريكا الناطقة بلفارسية. أيضا المتابع لهذه القناة نادرا ما يسمع او يرى تقارير تتطرق للتطهير العرقي و التهجير القسري وعدم السماح بالتحدث بلغة الأم في المحاكم والقضاء والمدارس والدوائر الحكومية و القمع الممنهج التي يمارسها النظام ضد الشعوب غير الفارسية في ايران.

ولم تغطي أو نادرا ما تقوم هذه القناة من خلال برامجها ببث مواضيع تتناول الأزمات الأقتصادية والاجتماعية في المناطق التي تسكنها الشعوب غير الفارسية. وتعتبر تغطية هذه القناة عن الاحتجاجات المدنية والتمرد ضد النظام شبه معدومة.

 والأمر كذلك بالنسبة للصراعات او الاحتجاجات التي تحدث بشكل يومي في المناطق غير الفارسية، ولكن نادرا ما تذكر او تبث من قبل هذه القناة لأن مصدر هذه القناة هي الأخبار التي تبث من وسائل الاعلام التابعة للنظام الايراني الذي يسيطر بشكل تام على المواد الأخبارية لايصالها و بثها للرأي العام.

 إن إيران هي الدولة الأكثر تنوعا في الشرق الأوسط، وإن عدم استيعاب هذه التنوع له تداعيات خطيرة ومهمة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه إيران وعلى مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. إن أميركا يجب ان تدعم المطالبين بالحرية والديمقراطية في ايران وغن انصار السلام وإن أبناء الشعوب يتطلعون الى المساندة العالمية وبالأخص من الولايات المتحدة. والأهم من ذلك، أنهم يبحثون عمن يستمع إلى اصواتهم من خلال قنوات صوت امريكا والاعلام الاميركي لا أن تقوم محطة صوت اميركا الفارسية باسكات أصوات المطالبين بالديمقراطية من الشعوب غير الفارسية.

إننا إذ نعلن عن استعدادنا للاجتماع لطرح و مناقشة التفاصيل والمشاكل المتعلقة باداء قناة صوت اميركا الفارسيةو معالجتها، نوصي في الوقت نفسه، باحترام ما يلي:

1- عقد جلسة استماع علنية في الكونغرس للتحقيق في فعالية البث من قناة صوت اميركا الفارسية و موظفيها والادارة التابعة لها.

2- تقديم دراسة لتقييم عمل و تأثير القناة في ايران كما حدث لباقي قنوات صوت أمريكا مثل الناطقة بالتركية و تأثيرها على الرأي العام في تركيا , ايضا بما ان هناك ميزانية هائلة مخصصة لهذه القناة يجب على المشرفين في شبكة الاعلام الاميركية معرفة النسبة المئوية المخصصة للأخبار وتغطيتها التي تتعلق بالفرس و التي تتعلق بالشعوب غير الفارسية.

3- اجراء تحقيق شامل حول موظفي و طاقم القناة وكيفية أدائهم المهني والصحفي وميولهم المتحيّزة وتوجهاتهم العنصرية والتأكد من ادارة القناة بانها تعكس الأخبار التي تتعلق بالتركيبة السكانية المتنوعة في ايران .مع الأسف الشديد يصعب اجرا هذه التعديلات ما لم يتم تغيير طاقم القناة و الادارة التي تعمل فيها.

4- نوصي بأن ان تبث برامج منفصلة ومخصصة تركز على الأحداث بلغات أخرى بما فيها العربية والأذرية (التركية) والكردية والبلوشية. يذكر ان هذه اللغات موجودة في باقي قنوات صوت امريكا ولكن القليل جدا منها مخصص للشعوب غير الفارسية وقضاياهم في ايران. ونظرا للتعتيم الشديد في ايران مقارنة بدول مجاورة لها كتركيا و جمهورية آذربيجان والعراق يستحسن أن تركز المواد الاعلامية لصوت امريكا للشعوب غير الفارسية في ايران بشكل أساسي .

 وأخيرا كما ذكرنا سلفا فإنه رغم صرف الملايين من دولارات دافعي الضرائب الأميركيين فإن أداء قناة صوت امريكا الناطقة بالفارسية أقل بكثير مما هو متوقع انجازه. وكذلك فإن انجاز هذه القناة أقل بكثير من نظيراتها بالمقارنة بقنوات أخرى مثل البي بي سي الفارسية التي تحصل على دعم حكومي بريطاني أقل بكثير من صوت اميركا.

 إن تطوير قناة صوت امريكا الفارسية من ناحية الطاقم والمواد الاخبارية سيعزز بسياسات الخارجية الامريكية و سيرفع من قيمتها بين الأيرانيين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم. كما ستساهم في مشاركة و تواصل جميع الشعوب في ايران و دعمهم للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.

 شكرا لكم مقدما

 الموقعون:

  1. الدكتور كريم بنی سعید عبدیان، المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الانسان الاهوازية وممثل الجالية العربية الأهوازية في الولايات المتحدة ومن مؤسسي طاولة إيران للحوار
  2. جليل آزادی خواه، الصحفي، رئيس تحرير مجلة وممثل حزب کومله كردستان ايران في الولايات المتحدة
  3. حبيب آذر سینا ، ممثل الجالية الآذرية الايرانية في الولايات المتحدة ومسؤول سابق في محطة صوت اميركا الفارسية VOA.
  4. شريف بهروز، الناشط الكردي الإيراني، المحلل السياسي والمؤسس في طاولة إيران للحوار.
  5. الدكتور محمد حسن حسین بر ، أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان والمدير التنفيذي لمجلس البلوش وممثل الجالية البلوشية في الولايات المتحدة
  6. اشکبوس طالبي، استاذ علم النفس – ناشط في مجال لغة الأم والتراث الثقافي للشعب الترکي القشقائي في إيران.
  7. فرامرز بختيار، المتحدث باسم حزب اتحاد اللور والبختياري
  8. الدكتور افراسیاب شکفته ، المتحدث باسم منظمة الكورد الكورمانجية في خراسان
  9. یوسف كور، مدير منظمة تركمانستان الإيرانية لحقوق الإنسان

شاهد أيضاً

حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي يشارك في اجتماع في البرلمان الأوروبي

يشارك حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي في اجتماع في الاتحاد الاوروبي ببروكسل الذي يقام يوم 12 …