وكان المعارض العربي الأهوازي، عدنان سلمان، أمين عام حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، من السياسيين القدامى حيث بدأ نشاطه منذ السبعينيات في فترة الحكم الشاهنشاهي وخاض العمل المسلح من خلال عضويته في “الجبهة الشعبية لتحرير عربستان” قبل العودة إلى إيران، بأمل أن تحقق ثورة عام 1979 طموحات الشعوب في إيران بما فيها الشعب العربي الذي يشكل الأغلبية في الإقليم العربي جنوب غرب إيران.

عدنان سلمان

وجاء في بيان المنظمة الدولية التي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي، ومقرها في لاهاي بهولندا، إن ” عدنان سلمان، المناضل الأهوازي المخضرم وأمين عام حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، توفي ليل الخميس، الموافق 6 آب/أغسطس 2015 بالعاصمة البريطانية لندن، بعد صراع مع المرض، وهو من مواليد عام 1955 في مدينة الأهواز.

في بداية شبابه، انضم عدنان إلى نشاطات سياسية ضد نظام الشاه وأصبح عضوا في إحدى خلايا “جبهة تحرير الأهواز” في نهاية الستينات. وفي شباط فبراير عام 1974 التحق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز (عربستان) التي كانت تنشط من على الأراضي العراقية.

وبعد اتفاقية الجزائر بين إيران والعراق في مارس عام 1975 والتي على إثرها توقف نشاط الأهوازيين السياسي والإعلامي بأمر من السلطات العراقية خرج من العراق مع مجموعة من رفاقه إلى سوريا ومن ثم لبنان.

وبعدها أصبح عدنان سلمان عضوا في لجنة العلاقات الخارجية للجبهة الشعبية مكلفا بالتنسيق مع المنظمات الإيرانية التي كانت تناضل آنذاك ضد النظام الشاهنشاهي.

وقد تدرج في صفوف الجبهة حتى أصبح فيما بعد أحد قيادييها البارزين. ثم عين من قبل الجبهة عضوا في لجنة التنسيق للعمل مع المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما جعله يسافر إلى عدة بلدان عربية وأجنبية.

وقفة عدنان سلمان

وفي الفترة بين عامي 1976 و1988 استقر في اليمن وتحديدا في مدينة عدن ممثلا للجبهة الشعبية لتحرير الأحواز حيث أقام علاقات مع قادة ورموز جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك، كما دخل أكاديمية العلوم السياسية وتخرج منها بعد سنتين من الدراسة. وبعد سقوط نظام الشاه الإيراني عام 1979 عاد إلى الأهواز و قام مع مجموعة من رفاقه بتأسيس منظمة كادحي الشعب العربي في إيران.

وبعد أن يأس من الثورة الإيرانية مع بدء حملة القمع والإعدامات ضد ناشطي القوميات وقمع ثورة العرب الأهوازيين، لجأ عدنان الى العمل السري واستمر حتى خرج في أوائل عام 2001 إلى بريطانيا طالبا اللجوء السياسي في عاصمتها لندن، حيث منح اللجوء فور وصوله.

وفي لندن أسس مع رفاقه حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي عام 2003 وأصبح عضوا في مكتبه السياسي ولجنته المركزية ثم انتخب أمينا عام للحزب في عام 2009.

كما مثّل الحزب في “مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية” وهو ائتلاف مكون من 18 تنظيما لمختلف الشعوب غير الفارسية في إيران والذي يطالب بإقامة نظام فيدرالی في إيران بغية منح الشعوب الإيرانية من كورد وعرب وبلوش وأتراك وتركمان وغيرهم، حق تقرير المصير عبر نظام لا مركزي ديمقراطي.

زاوية أخرى من مسيرة الأهوازيين

وبحسب بيان “يو إن بي أو ” فإن” سلمان بدأ من الكفاح المسلح أيام الشاه وانتهى إلى قناعة مع الكثير من رفاقه بتأسيس حزب قائم على مبدأ النضال السلمي الديمقراطي خلال العقد الأخير من عمره.”

يذكر أن حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الذي كان يترأسه عدنان سلمان شارك مرارا باسم العرب الأهوازيين في مختلف المحافل الدولية من خلال “منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة” والتي تعتبر منظمة غير حكومية دولية وديمقراطية يتألف أعضاؤها من أبناء الشعوب الأصلية والأقاليم المحتلة والأقليات والدول والأقاليم المستقلة التي تفتقد الاعتراف الدولي بها.

وتشترط المنظمة على أي عضو يرغب في الانضمام إليها أن يوافق على خمسة مبادئ مذكورة في ميثاقها وهي: 1- الحق المتساوي لتقرير المصير. 2- تبني معايير حقوق الإنسان المقبول بها دولياً. 3- تبني مبادئ الديموقراطية ورفض الاستبداد واللاتسامح الديني. 4- التشجيع على اللاعنف ورفض الإرهاب كوسيلة لتحقيق الهدف. 5- حماية البيئة.