القرار الخاطئ

كلمة الرياض
لقي قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة تنديداً عالمياً غير مسبوق دون استثناء عدا (إسرائيل) المستفيد الوحيد منه، فدول العالم وقفت موقفاً قوياً ضد قرار الإدارة الأميركية واعتبرته قراراً غير مسؤول لن يؤدي إلى حل القضية الفلسطينية بل سيؤدي إلى تأزمها أكثر مما هي عليه.

القرار الأميركي لم يكن وليد لحظته بكل تأكيد بل جاء نتيجة لوعود انتخابية وأيضاً استجابة لجماعات الضغط الأميركية اليمينية المؤيدة لـ(إسرائيل) تأييداً أعمى على خلفية دينية متشددة تنظر لمصالحها فقط دون أية اعتبارات أخرى، فهي غير مهتمة بالانعكاسات السلبية لهذا القرار على الشعوب العربية والإسلامية أو على صدقية الوسيط الأميركي الذي ثبت -بما لا يقبل الشك- انحيازه التام لـ(إسرائيل)، وإن كنا نعرف تلك الحقيقة سابقاً لكنها الآن أصبحت غير قابلة للشك بأي حال من الأحوال.

ماذا استفادت الإدارة الأميركية الحالية من اتخاذ قرار بهذا الحجم وتلك الخطورة؟ الإجابة على هذا السؤال مهما كانت لن تعطينا مبرراً كافياً أو مقنعًا لذلك القرار، إلا رغبة تلك الإدارة الحصول على منافع لن تعود بالفائدة على أكبر ديموقراطيات العالم كدولة، ولكنها ستعود بالفائدة على الإدارة التي تخطط من الآن للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتعرف قوة اللوبي اليهودي وتأثيره على نتائجها في ظل غياب تام لأي لوبي عربي أو إسلامي يشكل جماعة ضغط تؤثر في القرار الأميركي.

لا نستطيع العثور على أية نتائج إيجابية للقرار الأميركي، بل على العكس النتائج سلبية وقاتمة وستزيد الأوضاع في منطقتنا العربية والأسلامية تأزماً، وفي ظل عدم التراجع عن القرار -وهذا هو الغالب- علينا أن نعمل جاهدين من أجل القدس الشريف وأن لا نقف مكتوفي الأيدي خاصة وأن العالم كله يقف إلى جانبنا.

صحيفة الرياض السعودية

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …