مذكرات الراحل عدنان سلمان من حي رفيش الأهوازي إلى لندن عاصمة القرار السياسي الحلقة 22

الاتصال مجددا مع العراق من اجل إيجاد ملجأ آمن
بعد الإحداث المؤلمة التي تعرضت لها التنظيمات السياسية والثقافية ،وخاصة ما حدث في مدين المحمرة والتي أطلق عليها إحداث الأربعاء السوداء ، فكر ما تبقى من أعضاء الجبهة و باقتراح قدم من قبلي لإعادة اتصال الجبهة الذي انقطع مع العراق اثر توقيع اتفاقية الجزائر التي تم توقيعها من قبل شاه إيران وصدام حسين .خاصة وان وفد من الجبهة سبق وان التقى مع نعيم حداد في دمشق نتيجة للانفراج الذي حصل بين سورية و العراق ،كما ان هناك لقاء مماثل جرى في لبنان مع احد الشخصيات العراقية جرى نقاش هام بين الجانبين وأسفر هذا النقاش عن استعداد العراق لاستضافة أي مواطن اهوازي على ارض العراق إذا حس بالخطر يداهمه مثل ما كانت الوضع عليه قبل اتفاقية الجزائر .

ومن  هذا المنطلق ركبنا سيارة شخصية عائدة لي وكان معي  المرحوم عبد شميلي وهو عضو سابق في الجبهة وخرج من السجن بعد سقوط نظام الشاه وإخوة  آخرين ،وتحركنا عصرا، وقبل ان نصل إلى المدينة ترجلنا من السيارة وطلبنا من الأخ عبد العودة إلى مدينة الأهواز ، اما نحن بقينا في سوق المدينة و مع اختلاط الظلام عبر جسرها باتجاه  أبو جلاج من ثمو بعد برهة  من  الوقت دخلنا الطعوس الرملية المحاذية للجادة التي تربط البسيتين  بموسيان و الفكة  وهو نفس الطريق الذي سلكناها سابقا انا  سيد علي وناصر عندما لجئنا الى العراق في اوائل منتصف السبعينات ، لكن قلت لجماعتي هذه المرة انا دليلكم ، فقد حفظت الطر يق على قلب كما يقول المثال ، و فعلا  بعد ساعتين أو اكثر وصلنا الى التلال الطعوس” الرملية الموجهة للشيب وما هي فترة وجيزة حتى وصلنا المحفر ، وكالعادة استقبلتنا الكلاب وبالمناسبة هي ليس كلاب بوليسية وإنما كلاب سائبة تقتاد على مخلفات الأطعمة التي تزود على عناصر مخفر الشرطة ،فخرجت الشرطة مسرعة  شاهرة سلاحها بوجوهنا ، فقلنا  أصدقاء و ضيوف ، فتقدم نحونا احد الشرطة وأدخلنا المخفر و أخذنا الى غرفة رئيس المخفر ،فشرحنا له الغرض من المجيء وطلبنا منه إخبار الجهات المعنية ان هدف رحلتنا هو بغداد للقاء احد المسؤولين هناك  . بتنا ليلتنا في مخفر الشرطة الذي اتصل بدوره في مخفر ناحية المشرح ،حيث قال لنا رئيس المخفر الشيب ان مديره في مخفر شرطة المشرح وافق على ذهابكم اليه ،ومن هناك سوف تتفاهمون معه حول المهمة التي جئتم من اجلها، وفعلا في نفس الليلة وصلنا إلى مخفر المشرح عبر سيارات التموين التي تزود مخفر الشيب بالمؤن ، وبعد تحقيق بسيط معنا ، نقلتنا سيارة المخفر إلى مركز شرطة العمارة التي سرعان ما أنزلنا في احد فنادقها ، وفي اليوم الثاني جاءنا احد المسؤولين ،وقال من الأفضل ان تلتقون في البداية مع احد الضباط في مدينة البصرة ويسمى ضياء حسين غثوان ،وقد علمنا فيما بعد انه الضابط المسؤول عن توزيع السلاح ،وبعد ان تمت استضافتنا في احد فنادق البصرة وفعلا وصلنا البصرة و استضافونا في احد فنادقها أيضا  ،وفي اليوم  الأخر دعونا للاجتماع ، فدار حديث مطول بيننا من جملة ما تناول موضوع ارسال السلاح وكيف صار يباع ويشترى في السوق السوداء ويصل إلى أيدي غير امينة ، و بينما كنا مجتمعين ،فتح علينا الباب فجأة ،فدخل علينا رجل طويل اسمر يرتدي دشداشة ويعتمر كوفية حمراء فوقها عقال وبيده بندقية من نوع  سيمنوف ويحمل على جنبيه مخازن للسلاح ” يرغ ” فنظر الينا نظرت عابرة دون ان يسلم علينا فعرفناه ان سيد هادي نزاري، لأننا سبق و ان شاهدناه في مدنية المحمرة في المقر السياسي للمنظمة السياسية ، وكانت نظرته الينا  باستغراب وسرعان ما خرج ، بعدها تبعه الضابط الذي كان حاضر في الاجتماع وقد تغير موقفه تجاهنا رأسا على عقب وقال لن نوافق على ذهابكم إلى بغداد و بلهجة تحدي قال لنا من الأفضل لكم ان تعودا من حيث جئتم ، وكانت نبرة كلامه تنم عن كراهية لنا، حتى اعتقدنا  إننا سوف نسجن ، وقد كتمنا هذا الخبر فترة طويلة من الزمن لأننا  إذا صرحنا  بذلك  لربما لا يصدقنا احد،وكان تحليلنا حول هذا الموقف ينطلق من أمرين ، الأول كوننا كنا في سورية  والعراقيين والسوريين على خلاف و الثاني كوننا نحن متهمون في الداخل بأننا يساريون وان أهدافنا ورؤيتنا تختلف عن رؤية البعث ، وبات شبه اليقين لنا ان مثل هذه الرؤية قد  يكون نقلها إليهم سيد هادي لا غير ،عندها عدنا الى مدينة العمارة وعبر نفس الطريق عدنا إلى مخفر الشيب ومرة ثانية عبر نفس الطريق مشيا على الاقدام الى مدينة البسيتين ، و ومن ثم الى مدينة الاهواز .

انتهت  الحلقة 22من مذكرات الراحل عدنان سلمان من حي رفيش الاهوازي إلى لندن عاصمة القرار السياسي وتليها الحلقة  23

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …